الأحد، 16 نوفمبر 2014

إن كنتِ تقية فلا تخافي من العنوسة

بسم الله الرحمن الرحيم




تقول إحدى الفتات:تخرجت من الجامعة والتحقت بعمل ممتاز وبدأ الخطاب يتقدمون إلي, لكني لم أجد في أحدهم ما يدفعني للارتبط به, ثم جرفني العمل والانشغال به عن كل شيء آخر حتي بلغت سن الرابعة والثلاثين وبدأت اعانى من تأخر سن الزواج.وفى يوم تقدم لخطبتى شاب من العائلة وكان أكبر منى بعامين وكانت ظروفه المادية صعبة، لكنى رضيت به على هذا الحال.

وبدأنا نعد الى عقد القران وطلب منى صورة البطاقة الشخصية حتى يتم العقد فأعطيتها له وبعدها بيومين وجدت والدته تتصل بى وتطلب منى اأن أقابلها في أسرع وقت،وذهبت إليها إذا بها تخرج صورة بطاقتى الشخصية وتسألنى هل تاريخ ميلادى فى البطاقة صحيح؟
فقلت لها :نعم، فقالت إذا أنت قاربتي على الأربعين، فقلت لها إنني في الرابعة والثلاثين من عمري.

قالت الأمر لا يختلف فأنت قد تعديت الثلاثين ، وقد قلت فرص إنجابك ، وأنا أريد أن أرى أحفادي

ولم تهدأ إلا بعد أن قد فسخت الخطبة بيني وبين ابنها، ومرت علي ستة أشهر عصيبة قررت بعدها أن أسافر لعمل عمرة تداوى همومي وأحزاني.

وذهبت الى البيت العتيق وظللت أبكى وأدعو الله أن يهيء لي من أمري رشدا,

وبعد أن انتهيت من الصلاة وجدت امرأة تقرأ القرآن بصوت جميل وسمعتها تردد الآية الكريمة (وكان فضل الله عليك عظيما) فوجدت دموعي تسيل رغما عني بغزارة,

فجذبتنى هذه السيده إليها وأخذت تردد على سمعي قول الله تعالى: ( ولسوف يعطيك ربك فترضي )

والله كأنىأول مرة أسمعها فى حياتى فهدأت نفسى وانتهت مراسم العمرة، وقررت الرجوع الى القاهره وجلست فى الطائرة بجوار شاب ووصلت الطائرة إلى المطار ونزلت منها لأجد زوج صديقتى فى صاله الانتظار وسألته عما جاء به للمطار فأجابني بأنه في انتظار صديق عائد علي نفس الطائرة التي جئت بها.

ولم تمض لحظات إلا وجاء هذا الصديق فإذا به هو نفسه من جلس بجاري في مقاعد الطائرة , ثم غادرت المكان بصحبة والدي ..
وما أن وصلت إلي البيت وبدلت ملابسي واسترحت بعض الوقت حتي وجدت صديقتي تتصل بي وتقول لي إن صديق زوجها معجب بي بشدة ويرغب في أن يراني في بيت صديقتي في نفس الليلة لأن خير البر عاجله

وخفق قلبي لهذه المفاجأة غير المتوقعة.. واستشرت أبي فيما قاله زوج صديقتي فشجعني علي زيارة صديقتي لعل الله جاعل لي فرجا.

وزرت صديقتي .. ولم تمض أيام أخري حتي كان قد تقدم لي .. ولم يمض شهر ونصف الشهر بعد هذا القاء حتي كنا قد تزوجنا وقلبي يخفق بالأمل في السعادة

وبدأت حياتي الزوجية متفائلة وسعيدة وجدت في زوجي كل ما تمنيته لنفسي في الرجل الذي أسكن إليه من حب وحنان وكرم وبر بأهله وأهلي,

غير أن الشهور مضت ولم تظهر علي أية علامات الحمل, وشعرت بالقلق خاصة أني كنت قبد تجاوزت السادسة والثلاثين وطلبت من زوجي أن أجربعض التحاليل والفحوص خوفا من ألا أستطيع الإنجاب

وذهبنا إلي طبيبه كبيره لأمراض النساء وطلبت مني إجراء بعض التحاليل, وجاء موعد تسلم نتيجة أول تحليل منها فوجئت بها تقول لي إنه لا داعي لإجراء بقيتها لأنه قد تم الحمل بالفعل

ومضت بقية شهور الحمل في سلام وإن كنت قد عانيت معاناة زائدة بسب كبر سني, وحرصت خلال الحمل علي ألا أعرف نوع الجنين لأن كل ما يأتيني به ربي خير وفضل منه, وكلما شكوت لطبيبتي من إحساسي بكبر حجم بطني عن المعتاد فسرته لي بأنه يرجع إلي تأخري في الحمل إلي سن السادسة والثلاثين .
ثم جاءت اللحظة السحرية المنتظرة وتمت الولادة وبعد أن أفقت دخلت علي الطبيبه وسألتني مبتسمة عن نوع المولود الذي تمنيته لنفسي فأجبتها بأني تمنيت من الله مولودا فقط ولا يهمني نوعه.. فوجئت بها تقول لي:
إذن مارأيك في أن يكون لديك الحسن والحسين وفاطمة !


ولم أفهم شيئا وسألتها عما تقصده بذلك فإذا بها تقول لي وهى تطالبني بالهدوء والتحكم في أعصابي إن الله سبحانه وتعالي قد من عليا بثلاثة أطفال, وكأن الله سبحانه وتعالي قد أراد لي أن  أنجب مرة واحدة رحمة منه بي لكبر سني, وأنها كانت تعلم منذ فترة بأني حامل في توأم لكنها لم تشأ أن تبلغني بذلك لكي لا تتوتر أعصابي خلال شهور الحمل ويزداد خوفي

فبكيت وقلت ( ولسوف يعطيك ربك فترضى )

0 التعليقات:

إرسال تعليق