الأربعاء، 12 نوفمبر 2014

الكولسترول في الدم...ضار وضروري

بسم الله الرحمن الرحيم




الكوليسترول عبارة عن دهن يشكل مكونا من مكونات الجسم ويؤدي العديد من المهام الايجابية إلى جانب مساوئه.
يعتبر الكبد المصنع الرئيس لهذه المادة بالإضافة إلى بعض الأعضاء كالخصية والجلد أما المادة الأولية التي يصنع منها الكوليسترول فهي حامض الخليك حيث ينتج الكبد حوالي 70% من حاجة الجسم منه يوجد في الدهون الحيوانية فقط مثل البيض واللحوم والكبد والنخاع .

من ايجابيات هذه المادة:
- تدخل في تركيب جدر الخلايا وتساهم في عملية ضبط نفاذيتها.
- تدخل في تركيب العديد من الفيتامينات والهرمونات الجنسية مثل البروجسترون والتستستيرون والاستروجين.
- تشكل طليعة تركيب الكولين وفيتامين د وأملاح الصفراء.

إن حاجة الإنسان البالغ حوالي 1000 ملغم يوميا من الكوليسترول يصنع الكبد 700 ملغم منه والباقي يمكن أن يوفره تناول بيضة واحدة، وتكمن خطورة زيادة الكوليسترول في الدم في أنه يترسب في الأوعية الدموية مما قد يؤدي لانسداد جزئي أو كلي لهذه الأوعية الدموية (الجلطة) سواء الدماغية أو القلبية ويتضاعف هذا الخطر مع وجود التدخين والسمنة الزائدة والتوتر والقلق.
قد يقال إن الكوليسترول سيء جدا ومضر للغاية والأفضل الابتعاد عن تناول الدهون والزيوت التي تحتوي على نسب عالية من الكوليسترول ولكن هذا الكلام بعيد عن الصحة فهناك الكوليسترول الضروري وهناك الكوليسترول الضار وبغياب الضروري يتوقف الجسم عن العمل بشرط وجوده باعتدال ليقوم بوظيفته خير قيام.
هناك حقائق يجب أخذها بعين الاعتبار عند ذكر مسببات ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وهي:

- ليس كل بدين مصابا به ولا كل نحيف خاليا منه.
- السمنة تزيد خطر الإصابة بالكوليسترول ولكن ليس دائما.
- الغذاء له دور كبير في نشوء الكوليسترول، لكن الوراثة هي العامل الحاسم(
Genetic Factor ) فهناك بعض العائلات غالبا ما يشكون من هذا المرض 10% من الحالات وراثية وهنا لا بد من تناول الأدوية الخافضة للكوليسترول.

متى يتوجب على الشخص فحص الكوليسترول؟
بين 20- 30 سنة على أساس أنه لو كان هناك زيادة في مستواه يمكن تخفيضها مبكرا قبل حدوث المضاعفات لكن عندما يبلغ الإنسان منتصف العمر فلا بد له من أن يفحص مستوى الكوليسترول سنويا حيث تؤخذ العينة الدموية عادة في الصباح وأن يكون المريض صائم لمدة 12 ساعة على الأقل.
إذا كان مصابا بكسل في الغدة الدرقية فهذا يؤدي لصعوبة في إزالة الكوليسترول من الدم وبالتالي الترسب على الشرايين وهنا لا بد من معالجة كسل الغدة الدرقية تحت إشراف طبيب الغدد الصماء.

متى يصبح مستوى الكوليسترول في الدم مثيرا للقلق؟
إذا زادت نسبة الكوليسترول الكلي عن 250 ملغم /100 س س دم على الإنسان أن يفكر في كيفية تخفيضه وهو أمر سهل في هذه المرحلة ويمكن تحقيق ذلك بتعديل الغذاء والإقلال من الشحوم الحيوانية وزيادة الخضار وممارسة الرياضة.
إذا زادت نسبة الكوليسترول الكلي عن 300 أو أكثر يجب اتخاذ إجراءات طبية أكثر جدية وخصوصا بعد فشل الحمية وممارسة الرياضة وإنقاص الوزن واستعمال بعض المكملات الغذائية.

هل يجب أن تكون مستويات الكوليسترول دائما منخفضة جدا؟
يطرح الباحثون هذا السؤال على نحو متزايد، فالانخفاض الشديد في مستويات الكوليسترول الكلي ما دون 160ملغم/100 س س دم يمكن أن يكون خطرا ، فقد ظهرت في الآونة الأخيرة أدلة على أن الانخفاض الشديد في مستويات الكوليسترول لا يكون آمنا فقد يعاني هؤلاء الأشخاص من مشاكل عديدة فهم أكثير ميلا من غيرهم بمقدار الضعف للإصابة بسكتة نزيفية أو الموت من داء رئوي مزمن أو الإقدام على الانتحار، كذلك فهم أكثر ميلا بـ 3 مرات للإصابة بسرطان الكبد ويرجع السبب في ذلك حاجة الأغشية الهشة التي تغطي الخلايا الدماغية لمستوى معين من الكوليسترول لكي تؤدي عملها بالشكل المناسب، أما عن العلاقة بين مستويات الكوليسترول المنخفضة والإصابة بالإكتئاب فقد كشفت دراسة قامت بها الدكتورة اليزابيث باريت من جامعة كاليفورنيا عن أن الرجال الذين لديهم مستوى كوليسترول منخفض أقل من 160 يكونون أكثر ميلا للمعاناة من أعراض الاكتئاب والسبب في ذلك هو انخفاض الكوليسترول يمكن أن يقلل إلى حد ما من تركيز السيروتونين الناقل العصبي المسئول عن البهجة والسرور في الإنسان ونقص هذا الناقل يؤدي إلى زيادة الاكتئاب والعدوان.
إن مشكلة ارتفاع نسبة الكوليسترول مشكلة الجميع وكل إنسان يجب أن يحذر منه خصوصا هذه الأيام حيث انتشرت الأغذية الجاهزة الغنية بالدهون اللذيذة  سر لذتها كثرة ما تحتويه من دهون مشبعة
.

إذا كنت تشكو من دهنيات مرتفعة في الدم فحاول إتباع النصائح الطبية التالية:
 
· الابتعاد قدر الإمكان عن الدهنيات المشبعة الموجودة في السمنة والزبدة والوجبات السريعة كالهمبرغر والسكالوب وغيرها من المأكولات الغربية.
· نزع الجلد عن الدجاج قبل الطهي.
· التخفيف من أكل المنتجات الحيوانية الغنية بالكوليسترول كالكبد وصفار البيض.
· يجب اختيار أنواع الحليب ومشتقاته الخالية الدسم.
· التشكيل في تناول اللحوم ومحاولة استبدال اللحوم الحمراء باللحوم البيضاء مثل لحوم الدجاج والسمك وثمار البحر وعدم تناول اللحوم المعلبة قد الامكان.
· لا تتناول الأطعمة المقلية لأنها تحتوي على كميات كبيرة من الزيوت وحاول استبدال السمنة والزبدة الحيوانية في الطبخ بالزيوت النباتية
· التركيز على أكل الفواكه والخضراوات والبقوليات كالعدس... لاحتوائها على كميات عالية من البروتينات النباتية الخالية من الكوليسترول كذلك لاحتوائها على نسبة كبيرة من الألياف الغذائية والتي تقلل من امتصاص الدهون.
· ممارسة نوع من أنواع الرياضة بمعدل نصف ساعة يوميا كالسباحة والجري وأفضلها المشي السريع
· الامتناع عن التدخين لأن النيكوتين يعمل على رفع معدل الكوليسترول الضار وخفض معدل الكوليسترول الجيد.
· تناول الثوم بمعدل 1- 2 فص من الثوم على الريق أو 2 من كبسولات الثوم.
· تناول التفاح فإنه ثبت لدى بعض الباحثين أن تناول 3 تفاحات يوميا يعمل على تخفيض الكوليسترول في الدم بنسبة 5% لدى المصابين بسبب مقدرة مادة البكتين والألياف فيها على تحسين توزيع الدهون البروتينية في الدم ما بين النافع والضار ومقدرة الألياف الموجودة في قشور الحبوب والخضار والفواكه على امتصاص هذه المادة وعدم السماح لها بالانتقال إلى الدم وطرحها مع البراز.
· من الضروري تناول حبوب الكيتوسان الطبيعية حيث يتوفر في الصيدليات مثل
LIPONIT حيث وجد أن لهذه المادة خاصية امتصاص حوالي 30 % من الدهون المستهلكة يوميا وطرحـها مع البراز

الكاكاو والكوليسترول:
لقد أوضح د. بيسا كابا أخصائي القلب في جامعة كاليفورنيا الأمريكية أن ارتخاء الأوعية الدموية يعني تدفقا أفضل للدم ونوه إلى أن المركبات النشطة خاصة في الكاكاو حمت شرايين الأرانب من الانقباض الناتج عن ارتفاع الكوليسترول في الدم.

من فوائد خفض الكوليسترول:
تفيد دراسات حديثة أن خفض مستوى الكوليسترول عند من لا يعاني من أمراض القلب يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية (الذبحة الصدرية) أو إحتشاء عضلة القلب والموت بسببها وهذا ينطبق أيضا على من يعاني من ارتفاع في الكوليسترول أو من لديه مستوى كوليسترول طبيعي.كما انه يساعد من يشكون من السمنة على مكافحة وزنهم الزائد.

0 التعليقات:

إرسال تعليق