بسم الله الرحمن الرحيم
يحكى أن ملكا سأل وزيره
أيهما أهم: الطبع أم
التطبُّع؟
فقال الوزير:
- الطبع أهم وأبقى يا
سيدي..
رد عليه الملك:
- العكس أيها الوزير،
فالتربية تغلب الطبيعة، وسوف أريك ذلك غداً.
وكان الملك قد أمر مربي
قطط ذا خبرة بها، أن يربِّي له أربع قطط ويعودها على حمل أربع شموع مشتعلة، بحيث
ترفع كل قطة شمعة منيرة في مجلسه فتكون أعجوبة أمام الحاضرين.
حين حضر الوزير في الغد
وجد في مجلس الملك أربع قطط مؤدبات، كل قطة ترفع بإحدى يديها شمعة تشتعل بالنار،
فكان منظرهن عجباً.
التفت الملك على وزيره
وقال:
- ألم أقل لك إن التطبع
يغلب الطبع؟
ألا ترى هذه القطط تحمل
الشموع بكل أدب؟
لقد طبعناها على ذلك
حتى نسيت طبعها الأصلي.
فقال الوزير:
- هل يسمح لي سيدي أن
أثبت له عكس ذلك في الغد؟
قال الملك:
- أسمح لك؟ بل أتحدَّاك..!
قال الوزير:
- العفو يا سيدي.. ولكنني
سأثبت لك في الغد أن الطبع يغلب التطبع لما لذلك من آثار في سياسة الناس واختيار
الرجال..
قال له الملك:
- افعل إن استطعت.
وفي الغد حضر الوزير
وحين رفعت القطط الشموع بكل أدب واحترام أطلق من جعبته أربعة فئران أمام القطط
فزاغت عيون القطط ورمت الشموع المشتعلة ناراً فوق السجاد الوثير وطاردت الفئران
وطار الحراس يطفئون النيران التي أحدثتها الشموع التي تخلت عنها القطط فوراً
استجابة لطبعها في مطاردة الفأر.
قال الملك وهو يرى
المشهد:
- صدقت
أيها الوزير.. الطبع يغلب التطبع.. دربنا هذه القطط عدة شهور ونسيت كل ما تدربت
عليه في ثانية.
"كل امرئ راجعٌ يوماً
لشيمته وإن تخلَّق أخلاقاً إلى حين"
0 التعليقات:
إرسال تعليق