بسم الله الرحمن الرحيم
دخل رجل على النبي صلى الله عليه
وسلم فقال: أوصني! قال: «لا تغضب» فردّد مراراً قال: «لا تغضب» [رواه البخاري].
والغضب ـ والعياذ بالله ـ مرتبط بالكبر والاستعلاء والظلم والتعدي، ولهذا كان طريقًا مُهلكة
وأرضًا موحشة! تأباه القلوب الكريمة، والعقول الكبيرة، والفطر السليمة.
وقد مدح الله تبارك وتعالى
المؤمنين بصفات كثيرة منها قوله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ
وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ
يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [سورة آل عمران: 134].
فهذه ثلاث صفات عظيمة:
أولها: كظم الغيظ وإيقافه،
والثانية: العفو والصفح مع المقدرة
والتمكن،
والثالثة وهي أعلاها مرتبة:
الإحسان إلى النّاس مقابل إساءتهم.
وقال صلى الله عليه وسلم خلافًا
لما تعارف عليه الناس اليوم: «ليس الشديد بالصُّرعة، وإنّما الشديد الذي يملك نفسه
عند الغضب» [متفق عليه].
وقال صلى الله عليه وسلم: «إنّ
الله رفيق يُحبّ الرفق في الأمر كُله» [متفق عليه].
ومَنْ أولى بالرفق من زوجك وأبنائك
وإخوانك المسلمين؟!.
العلاج:
1: الطمع فيما أعد الله عزّ وجلّ لمن كتم
غيظه، قال صلى الله عليه وسلم: «من كظم غيظًا وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله
عزّ وجلّ على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما يشاء» [رواه
أبو داود].
2: الوضوء، امتثالًا لقول الرسول صلى
الله عليه وسلم: «إنّ الغضب من الشيطان، خُلق من النار، وإنما تُطفأ النار بالماء،
فإذا غضب أحدكم فليتوضأ» [رواه أبو داود].
3: السكوت حال الغضب وحبس اللسان
وإلجامه، قال صلى الله عليه وسلم: «علّموا وبشّروا ولا تُعسّروا، وإذا غضبت فاسكت،
وإذا غضبت فاسكت، وإذا غضبت فاسكت» [رواه أحمد].
4: التعوذ من الشيطان الرجيم فهو رأس
البلاء، قال تعالى: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ
بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [سورة الأعراف: 200].
وعن سُليمان بن صُرد رضي الله عنه
قال: "إستب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فجعل أحدهما تحمر عيناه
وتنتفخ أوداجه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني لأعرف كلمة لو قالها لذهب
عنه ما يجد: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..» [رواه مسلم].
0 التعليقات:
إرسال تعليق