الاثنين، 22 ديسمبر 2014

داء ومرض الغضب

بسم الله الرحمن الرحيم

دخل رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أوصني! قال: «لا تغضب» فردّد مراراً قال: «لا تغضب» [رواه البخاري].
والغضب ـ والعياذ بالله ـ مرتبط بالكبر والاستعلاء والظلم والتعدي، ولهذا كان طريقًا مُهلكة وأرضًا موحشة! تأباه القلوب الكريمة، والعقول الكبيرة، والفطر السليمة.
وقد مدح الله تبارك وتعالى المؤمنين بصفات كثيرة منها قوله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [سورة آل عمران: 134].
فهذه ثلاث صفات عظيمة:
أولها: كظم الغيظ وإيقافه،
والثانية: العفو والصفح مع المقدرة والتمكن،
والثالثة وهي أعلاها مرتبة: الإحسان إلى النّاس مقابل إساءتهم.
وقال صلى الله عليه وسلم خلافًا لما تعارف عليه الناس اليوم: «ليس الشديد بالصُّرعة، وإنّما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب» [متفق عليه].
وقال صلى الله عليه وسلم: «إنّ الله رفيق يُحبّ الرفق في الأمر كُله» [متفق عليه].
ومَنْ أولى بالرفق من زوجك وأبنائك وإخوانك المسلمين؟!.
العلاج:
1: الطمع فيما أعد الله عزّ وجلّ لمن كتم غيظه، قال صلى الله عليه وسلم: «من كظم غيظًا وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله عزّ وجلّ على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما يشاء» [رواه أبو داود].
2: الوضوء، امتثالًا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إنّ الغضب من الشيطان، خُلق من النار، وإنما تُطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ» [رواه أبو داود].
3: السكوت حال الغضب وحبس اللسان وإلجامه، قال صلى الله عليه وسلم: «علّموا وبشّروا ولا تُعسّروا، وإذا غضبت فاسكت، وإذا غضبت فاسكت، وإذا غضبت فاسكت» [رواه أحمد].
4: التعوذ من الشيطان الرجيم فهو رأس البلاء، قال تعالى: {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [سورة الأعراف: 200].
وعن سُليمان بن صُرد رضي الله عنه قال: "إستب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فجعل أحدهما تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني لأعرف كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..» [رواه مسلم].

0 التعليقات:

إرسال تعليق